كيف تؤدي التمرينات الرياضية إلى تحسن المزاج؟

أحد الباحثين النفسانيين اختار موضوع " ماذا يحدث للرياضي عندما يتوقف عن تمارينه الرياضية" لتحظير رسالة الدكتوراه. حاول العثور على ثلاثين رياضيا مارسوا الرياضة لفترات طويلة للتطوع بالتوقف عن تمارينهم لمدة ثمانية أسابيع لم يجد ولو متطوعا واحدا، وأخيرا تخلى عن هذا الموضوع.

إن الأشخاص الذين يجرون التمرينات الرياضية بانتظام يصبحون أسرى لهذه العادة بما يصل إلى مرحلة "الإدمان الإيجابي"ڢولكنه إدمان مفيد. ومثل هؤلاء الأشخاص نجدهم أكثر هدوء ونادرا ما يعانون من القلق والتوتر، ونادرا ما يتأثرون بتوتراتالحيات اليومية، كما أن لديهم القدرة على التركيز في أعمالهم وأدائها بصورة أفضل، وفق ذلك يتمتعون بالنوم العميق.

إن تجاربي الشخصية تثبت ذلك فبعد يوم شاق من العمل وغالبا ما ينتهي في الخامسة حيث تكون أعصابي وصلت إلى درجة من الغليان فإن أول ما أفعله بعد الإنتهاء من هذا العمل هو الجري، ربما يبدو ذلك نوعا من الانتحار ، لكني عندما أستغرق ثلاثين دقيقة في الجري أشعر بالخفة والنشاط وتزول عني كل آثار القلق والتوتر، وعند الأربعين دقيقة تشع الأفكار، وبعد ساعة من الحركة المتواصلة تبدأ الألوان في التألق وهذا ما يسميه البعض قمة التسامي.

وبعد الجري فأنا إنسان آخر فقد ذهب التعب . ذهبت التوترات ويمكن أن يحس بهذا الشعور المتصارعون ومتسابقي الدراجات ولاعبي التنس وكرة القدم جميعهم يشعر بالراحة النفسية بعد التدريب.

وأظهرت العديد من الدراسات الإكلينية أن التمرينات الرياضية تحسن المزاج وتخلق نوعا من الشعور بالوجود . فقد قام البروفسور "هربرت دفرس" أستاذ علم التربية بإحدى جامعات كاليفورنيا، باجراء اختبار على توتر العضلات في مجموعة من الحالات فأعطى نصفها مهدئات والنصف الآخر تمرينات رياضية فاكتشف أن التمرينات الرياضية مهما كانت مدتها فإنها تخلق نوعا من الاسترخاء أكثر من المهدئات.

وفي مايلي بعض النظريات التي توضح كيف تؤدي التمرينات الرياضية إلى تحسن المزاج :

تزيد من وصول الدم إلى المخ *

كلما كان الدم الصادر إلى المخ كثيرا توفرت الكمية الكافية من الأكسجين، ومعظم المعمرين (متقدمي السن) عندما تعطى جرعات الأكسجين فإن مزاجهم يصفو ويفكرون بصورة سليمة ، فمن المعتقد أن التمرينات الرياضية تحسن من المزاج بطريقة مشابهة لذلك.

تقلل من معدلات الملح في المخ *

انخفاض معدل الملح في المخ قد يؤدي إلى تسين المزاج ، وقد استخدم الدكتور "روبرت براون" التمرينات الرياضية في معالجة بعض النساء اللاتي يعانين من الإكتئاب أثناء الدورة الشهرية حيث أن احتجاز الأملاح نتيجة لزيادة معدل الهرمون قد يكون هو السبب في حالة الإكتئاب التي تصاحب الدورة الشهرية.

ولذلك فإن معدلات الملح في الدم تنخفض عن طريق زيادة العرق بواسطة التمرينات الرياضية وزيادة التبول عن طريق المدرات.