- صورة الجسم : يرى كمال دسوقي أن صورة الجسم هي "الصورة أو التصور العقلي الذي عند المرء عن جسمه الخاص أثناء الراحة أو في الحركة في أية لحظة ، و هي مستمدة من الإحساسات الباطنة و تغيرات الهيئة و الإحتكاك بالأشخاص
و الأشياء في الخارج ، و الخبرات الإنفعالية و الخيالات". (كمال دسوقي،1988،ص191)
و يذكر حسين فايد أن صورة الجسم تعني "الإهتمامات بوزن و شكل الجسم المنغرسة في خبرات الحياة لدى الإناث المراهقات ، و تتمثل هذه الإهتمامات في النحافة كصفة جيدة للحياة ، و عدم الرضا عن زيادة الوزن
و القلق من زيادة الوزن ، و الإفراط في الطعام مقابل الجاذبية الجسمية ، و إنقاص الوزن مقابل رسائل بين شخصية عن النحافة". (حسين علي فايد،1999،ص199)
كما يعرفها محمد الشبراوي بأنها الصورة الذهنية للفرد عن تكوينه الجسماني و كفاءة الأداء الوظيفي لهذا البيان ، و تتحدد هذه الصورة بعوامل: شكل أجزاء الجسم ، و تناسق هذه الأجزاء و الشكل العام للجسم ، و الكفاءة الوظيفية للجسم ، و الجانب الاجتماعي لصورة الجسم". (محمد الشبراوي أنور،2001،ص134)
و يذهب حسين عبد القادر إلى أنها "الفكرة الذهنية للفرد عن جسمه ، و صورة الجسم هي الأساس في خلق الهوية ، إذ أن الأنا على حد تعبير "فرويد" إنما هو في الأساس أنا جسمي Body Ego ، و يرى " فرانسيسكو ألفيم " أن صورة الجسم في علاقتها بالواقع تمثل جوهر الظاهرة النفسية ، فهي مسألة أساسية في تكوين الشخصية إذ ينفصل الأنا عن اللا أنا بفضل صورة جسمية لها تاريخ ، فالأنا -كما يرى فرويد- إنما هو جزء من الهو عُدِّل بواسطة التأثير الإدراكي ، فكأن صورة الجسم و صيرورتها يتوقف عليها و على تعثراتها بُعد السوية و اللاسوية ، و هي ترتبط ارتباطاً عضوياً بمراحل النمو" . (فرج عبد القادر طه وآخرون،2005،ص471)
* و يُعرفها الباحث على أنها التصور الذي يضعه الشخص عن جسمه في عقله ، و قد يكون مطابقاً لهيئته الجسمية الحقيقية الواقعية و قد لا يكون كذلك .
3-1- اضطراب صورة الجسم :
يُعد اضطراب صورة الجسم شكلاً من أشكال الاضطرابات النفسية ، والتي يكون فيها عدم الرضا عن المظهر الجسمي هو السمة الأساسية المحددة ، وهذا الاضطراب الجسماني تم إدراجه حديثا في الدليل التشخيصي والإحصائي الثالث المعدل للاضطرابات النفسية DSM-III-R) ) ، وأضاف الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع محكاً يقضي بأن انشغال الفرد يجب أن يكون حاداً أو شديداً بما يكفي أن يسبب خللاً وظيفياً (مجدي محمد دسوقي،2006،ص9+10)
3-2- العوامل التي تؤثر في نمو و تكوين صورة الجسم :
يتأثر الأطفال و المراهقين بالعديد من العوامل التي تؤثر على نمو صورة الجسم لديهم و منها : الجنس و الإنتماء العرقي ،
و المشاركة الرياضية ، و يلعب كل من الآباء و الأقران و أجهزة الإعلام دوراً كبيراً في حياتهم و سوف نستعرض بعض هذه العوامل :
أ- عوامل بيولوجية : تتحدد معلم الجسم بشكل كبير بالعوامل البيولوجية و الوراثية ، و بالتالي قد تلعب الخصائص البيولوجية و الوراثية دوراً هاماً في نمو صورة الجسم ، كما أن بعض الإضطرابات العصبية أو الخصائص البيولوجية يمكن أن تؤثر على طريقة إدراك الأفراد لأجسامهم مثل الطول و صفات الجلد أو البشرة ، و حجم الصدر ، و تقاطيع الوجه و البشرة . (الأشرم رضا،2008،ص31)
فالبلوغ و السمات الأخرى من النضوج الجسمي في المراهقة تزيد مشاعر الإرتباك و الرهبة ن و هذه التغيرات البيولوجية تجعل الأمر صعباً على نمو الأنثى بالذات ، لتوجه كيف تتعامل مع جسمها في مجتمع جسم الأنثى فيه يخضع لمعايير يحددها المجتمع للجسم المقبول .
لذا فإن المحدد البيولوجي لحجم و شكل الجسم يُمكن أن يُؤثر على إدراك الفرد لجسمه ، كما يُؤثر على العوامل الأخرى التي يُمكن أن تُؤدي فعلاً إلى صورة الجسم السلبية ، فمظهر الشخص مُحدد بالوراثة و البيئة ، فالطريقة التي يبدو بها الجسم تُقَررُ بشكل رئيسي بالجينات الموروثة من الآباء و الأجداد (العزاوي سهير،2005،ص35)
ب- الوالدين و الأسرة : تُعتبر الأسرة المربي الأول للأطفال الصغار و المراهقين ، فهي نظام اجتماعي له تقاليده الخاصة و له نفعه بالنسبة للمجتمع الكلي و بالنسبة للفرد ، و لأن الأسرة جماعة وظيفية تُزود أعضاءها بكثير من الإشباعات الأساسية (الكندري،1996،ص17)
و يلعب الوالدان –خاصة الأمهات- دوراً كبيراً في صورة الجسم لدى أطفالهما ، حيث وُجِد أن كلاً من الأبناء و البنات يتلقون تشجيعاً أكثر من الأم لفقد أو ضبط وزنهم أكثر من الأب ، و تقييم الوالدين لجسم طفلهما يترك انطباعاً طويل المدى على تقدير ذات ذلك الفرد .(الأشرم رضا،2008،ص32)
جـ- المدرسة و المعلمون : يلعب المعلمون بعض الدور في إدراك الأطفال و المراهقين لصورة جسمهم ، حيث أن إدراك الطلاب لتقييم معلميهم عامل مهم في إنجازهم الأكاديمي ، لذا فمن المعقول أيضاً أن يؤثر المعلمون على كيفية إدراك الأطفال و المراهقين لأجسامهم ، كما وُجِد أن معلمي المراهقين يميلون لتقدير طلابهم الوسماء جسدياً كالتفوق العالي في التحصيل الأكاديمي و الرياضي ، و يكونون أكثر جاذبية و مؤهلين اجتماعياً من أولئك الكلاب غير الجذابين جسدياً إلى المعلمين ، و يُقدر العديد من الطلاب المعلمين و يعتبرونهم قدوة ، و إن أسلوب تقديم المعلمين لأنفسهم و تعليقاتهم يؤثر كثيراً على الأطفال و المراهقين . (فرغلي رضوى،2007،ص9)
د- الأصدقاء و الأقران : مرحلة الطفولة و المراهقة فترة مهمة جداً في تكوين جماعة الأقران ، و تكون جماعة الأقران مؤثرة جداً و محاولة التوافق مع الصورة المثالية و الإحتفاظ بجماعة الأقران في نفس الوقت ليس سهلاً ، و قد فحص إدلر جماعة الأقران و اكتشف أن الأطفال –خاصة البنات- يتعلمون معايير المظهر في سن مبكرة من أقرانهم ، هذه المعايير و القيم التي تنمو أثناء الطفولة قد تُوجه مواقفهم و اتجاهاتهم و سلوكهم في المستقبل . (الأشرم رضا،2008،ص33)
و يختار الأطفال و المراهقون الأصدقاء من الأفراد الذين يتفقون مع صورة الجيم المثالية ، و يعملون العديد من الأشياء ليكونوا مقبولين ، كما و أيضاً يبحثون عن الصداقات التي تكون مقبولة من الآخرين ، لأن هذه الفترة هامة في حياتهم و أي تعليقات بخصوص الوزن أو المظهر قد تؤثر عليهم مدى الحياة ، فالتعليقات السلبية أو المثيرة من الأقران يُمكن أن تؤثر على تقدير الذات و قد يحمل البعض هذه الرسائل معه إلى سن الرشد . (فرغلي رضوى،2007،ص14)
ه- أجهزة الإعلام : الصورة التي يراها الناس في أجهزة الإعلام المختلفة لها غالباً تأثير قوي على صورة الجسم ، فالعديد من الرسائل في أجهزة الإعلام حول صورة الجسم توحي بان المظهر مهم جداً لتكون ناجحاً في الحياة . (الأشرمرضا،2008،ص33)
على الرغم من أن وسائل الإعلام تستهدف الأشخاص من كل المستويات العمرية ، إلا أن المراهقين أكثر عرضة للرسائل التي تصل إلى مجتمعنا ، فأغلب المعلومات التي تُقدم في أجهزة الإعلام المختلفة موجهة بشكل محدد نحو المراهقين ، و تُعتبر من العوامل الهامة في تقييم الفرد لصورة جسمه حيث تنجم نماذج الجاذبية عم المجلات و الأفلام و الممثلين و الممثلات ، كما أننا نتعلم القيم و المعايير الثقافية لما هو جيد و جميل ، فالتاكيد على المظهر يُعرض على نحو واسع في كافة الأجهزة البصرية للإتصال ، و إن تأثير أجهزة الإعلام مؤثر رئيسي في إدراك ذات الفرد لأنها تُركز على الجمال المثالي . (عبد الستار نورة،2007،ص35)
Aroussi Derradji / صورة الجسم
