د. أحمد مبروك / الإصابات والتأهيل كعنصر أساسي في منظومة الصحة: أهمية وتحديات.

الأهمية:

يعد أخصائي الإصابات والتأهيل أو "المعالج الرياضي" من أهم المتخصصين في مجال الرعاية الصحية، فهو يقوم بتقييم وتأهيل الإصابات والأمراض التي تؤثر على الحركة والقوة الجسدية، ويساعد الفرد المصاب على استعادة الكفاءة البدنية والتحرك والعيش بشكل طبيعي، ويعتبر تخصص الإصابات والتأهيل ضروريًا للعديد من الأشخاص الذين يعانون من إصابات رياضية أو تأهيل ما بعد الجراحة أو الإصابة العامة.

واحدة من أهم المؤهلات العلمية التي يجب أن يحملها أخصائي الإصابات والتأهيل هي درجة البكالوريوس، في الإصابات والتأهيل "علوم الصحة الرياضية" من كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة، وتشمل المقررات التي يتم دراستها في هذا البرنامج محاور عديدة، ومنها الميكانيكا الحيوية والتشريح والفسيولوجي بالإضافة لعلوم التأهيل والتغذية الرياضية والإعاقة بالإضافة إلى التشوهات القوامية والتدليك العلاجي ويمنح هذا البرنامج الفهم اللازم لوضع برامج تأهيلية فعالة، ويمكن بعد الحصول على درجة البكالوريوس الالتحاق بمرحلة الدراسات العليا في المجال، حيث يمكن لأخصائي الإصابات والتأهيل الدراسة والحصول على الدبلومة العليا أو درجة الماجستير والدكتوراة، وذلك من أجل تعزيز الفهم والمعرفة بالعلاجات والتقنيات الحديثة المستخدمة في مجال علوم الصحة الرياضية (الإصابات والتأهيل)

لا يمكن مزاولة مهنة الإصابات والتأهيل قبل اجتياز امتحان مزولة المهنة من نقابة الإصابات والتأهيل، دور اخصائي الإصابات والتأهيل ليس فقط في الصالة الرياضية ايضاً في النوادي والمنتجعات الصحية والجيمات والمؤسسات الرياضية المختلفة وتثقيف المرضى والناس حول مختلف الظروف الصحية المتعلقة بالرياضة.

يعمل أخصائي الإصابات والتأهيل على تقييم الإصابات والاضطرابات وتحديد الإصابة والمشاكل الصحية التي تؤثر على الحركة والوظيفة البدنية، حيث يستطيع أخصائي الإصابات والتأهيل تحديد المشكلة لتقديم العلاج المناسب، حيث يقوم أخصائي الإصابات بوضع خطة علاجية شاملة تستهدف استعادة الوظائف البدنية المتأثرة، وتتضمن هذه الخطة برنامج تأهيلي لكل مريض بناءً على حالته الصحية الفردية وذلك لتعزيز القدرة البدنية واستعادة الحركة الطبيعية للجسم.

ويشمل ايضاً دور أخصائي الإصابات والتأهيل في العمل على التوعية وتوجيه المرضى حول الوقاية من الإصابات المستقبلية، وتقدم نصائح وإرشادات حول التمارين الرياضية والعلاجية والتقنيات الصحيحة للحركة والتغذية السليمة التي تعزز الصحة وتقلل من خطر الإصابات، بالإضافة إلى دعم وتشجيع المرضى أثناء عملية التأهيل، ويساعدهم على التغلب على التحديات النفسية والجسدية ويعزز لديهم الرضا الذاتي من خلال تقديم الدعم المعنوي.

التحديات:

في ظل أهمية دور أخصائي الإصابات والتأهيل أو المعالج الرياضي إلا انها تواجه تحديات مستمرة قد تختلف من بلد لآخر وتتطلب حلولًا مناسبة وجهودًا مشتركة من القطاع الصحي والقطاع الرياضي والحكومة والمجتمع المدني لتحسين جودة الرعاية والتأهيل للأشخاص المصابين، وعلى سبيل المثال في مصر تواجه نقابة الإصابات والتأهيل حرب شرسة في الدفاع عن مهنة الإصابات ومواجهة التعديات المستمرة من العلاج الطبيعي من محاولات تشويه المهنة والتقليل من أهمية الدور المهني للإصابات والتأهيل، برغم أن الإصابات والتأهيل حق أصيل منذ ما يقارب 90 عام والرعيل الأول الذي حمل على عاتقة إنشاء كلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة، والذي كانوا حاصلين على بكالوريوس التربية الرياضية ودرجة الماجستير والدكتوراة في التخصصات الصحية من كليات التربية الرياضية.

وعلى ناحية الأخرى تتيح المنظومة الصحية في الدول الأوربية فرصًا كبيرة لتدريب أخصائيين الإصابات والتأهيل (المعالج الرياضي) ونخص إحدى تلك الدول وهي مملكة السويد حيث تتيح السويد برامج أكاديمية متميزة في كليات علوم الرياضة والطب الرياضي، كما يُعتبر الوصول إلى الرعاية التأهيلية الرياضية جزءاً مهماً في النظام الصحي العام، وتشجع الحكومة على توفير خدمات التأهيل البدني والرياضة للجميع، وتُشجع جهود المعالج الرياضي في تحسين صحة وجودة الحياة للأفراد الذين يحتاجون إلى هذه الخدمات.

ملخص المقال:

إن أهمية أخصائي الإصابات والتأهيل لا يمكن التشكيك فيها، فهو يلعب دورًا حيويًا في تقديم الرعاية الصحية الشاملة للمرضى الذين يعانون من إصابات رياضية أو طبية، وذلك من خلال تشخيص الإصابات وتحديد العلاج المناسب، ويساعد المرضى على استعادة قدرتهم على التحرك ويقدم لهم الدعم والتشجيع اللازمين للتغلب على التحديات النفسية والجسدية. لذا، فإن وجود أخصائي الإصابات والتأهيل ضروري داخل المؤسسات الرياضية كالأندية بالإضافة إلى المراكز الصحية والمستشفيات، وذلك للحفاظ على الكفاءة البدنية وصحة الفرد.




Members